Martilpress
Martilpress

من داخل سجن تطوان: كيف يعيد المغرب ‘صناعة الأمل’ للسجناء؟

احتَضَن السجن المحلي بتطوان، صباح اليوم الثلاثاء، حفلاً رسمياً بمناسبة مرور سبعة عشر عاماً على تأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وذلك بحضور رسمي رفيع ضمَّ كل من السيد عبد الرزاق المنصوري (عامل إقليم تطوان)، والسيد مصطفى البكوري (رئيس جماعة تطوان)، والسيد إبراهيم بنصبيح (رئيس المجلس الإقليمي)، إلى جانب ممثلي الهيئات القضائية والأمنية وعدد من الشركاء المحليين والدوليين.

جسّد هذا الحدث منصةً لاستعراض الإنجازات المحققة في المسار الإصلاحي الذي تقوده المندوبية منذ تأسيسها، مع التركيز على الأدوار الاستراتيجية لموظفي السجون في حفظ النظام داخل المؤسسات العقابية، والسعي نحو إعادة إدماج النزلاء في النسيج المجتمعي والاقتصادي، وفق رؤيةٍ توفق بين واجب الحفاظ على الأمن وضرورة تعزيز العدالة الاجتماعية.

تقييم المنجزات واستشراف المستقبل

وفي كلمةٍ بالمناسبة، أوضح مدير السجن أن تخليد هذه الذكرى يُمثِّل محطةً لتقييم الإنجازات ومراجعة التحديات في ضوء التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس (نصره الله)، والتي تُشدِّد على تحويل المؤسسات السجنية إلى فضاءات للإصلاح والتأهيل، وضمان كرامة النزلاء عبر أنسنة ظروف الاعتقال.

وأبرز المتحدث أن المندوبية العامة انتهجت، منذ عام 2015، خطة إصلاحية هيكلية تجسَّدت في ثلاث استراتيجيات متعاقبة، كان آخرها المخطط الاستراتيجي (2022–2026)، الذي يرتكز على أربعة محاور رئيسة:

  1. تعزيز الأمن الداخلي للمؤسسات السجنية عبر تحديث البنية التحتية وتأهيل الكوادر.

  2. ترسيخ مبادئ الإدماج الاجتماعي من خلال برامج تأهيلية تعليمية ومهنية للنزلاء.

  3. تحسين الحكامة الإدارية عبر تبني معايير الشفافية والنجاعة في التدبير.

  4. دمج البُعدين البيئي والاجتماعي عبر مقاربات تراعي الفئات الهشة وتُعزِّز مبدأ المساواة بين الجنسين.

التحديث والالتزام بالرؤية الملكية

وأكد المدير أن هذه الإصلاحات تُعبِّر عن التزام المندوبية الراسخ بمواكبة المعايير الدولية في مجال العدالة الجنائية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية المستمدة من الثوابت الدينية والاجتماعية للمملكة. كما أشاد بالجهود المشتركة بين السلطات القضائية والأمنية والمجتمع المدني لتحقيق أهداف الإدماج، مُشدِّداً على أن النموذج الإصلاحي المغربي يجسِّد توازناً فريداً بين التحديث التقني والإنساني، تماشياً مع الرؤية الطموحة لجلالة الملك الرامية إلى بناء مجتمعٍ عادلٍ يضمن الكرامة للجميع.

يُذكر أن الحفل تخللته جولةٌ لوفد الحضور في أقسام السجن، اطّلعوا خلالها على المشاريع الجارية لتحسين البنى التحتية وتوسيع برامج التأهيل، في خطوةٍ تهدف إلى تعزيز الثقة المجتمعية في دور السجون كرافعةٍ للتنمية البشرية والأمنية.