Martilpress
Martilpress

موتسيبي ولقجع.. تحالف القيادة الذي يخطو بإفريقيا نحو العُلا!

تحت سقف القارة السمراء، حيث تتشابك أحلام الشعوب مع نبض الكرة، وقف باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عائداً بحنين إلى أحضان المغرب، الذي لم يتردد في وصفه بـ”الوطن الثاني”، مُحمِّلاً كلماته دفئاً استثنائياً لبلدٍ حوَّل استضافة الأحداث الرياضية إلى فنٍّ يُحاكي أساطير الضيافة.

في حديثٍ خاص لقناة الجامعة الملكية المغربية، انسابت كلمات موتسيبي كالنهر العذب، مُعلناً فخره بـ”التجربة المغربية النموذجية” في تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للسيدات داخل القاعة، التي تُوِّجت مساء الأربعاء بملحمةٍ بين أسود الأطلس ونظيرتها التنزانية. لم يكن الحدث مجرد مباراةٍ عابرة، بل رسالةٌ تُجسِّد فلسفة المملكة في تحويل الملاعب إلى جسورٍ للوحدة الإفريقية.

لقجع… الرجل الذي اختاره الإجماع الإفريقي

بين طيات الحوار، كشف موتسيبي عن السرِّ وراء اختيار المغربي فوزي لقجع كنائب أول له في “الكاف”، قائلاً: “لم يكن القرار صدفةً أو مجاملة، بل حصاد كفاحٍ طويل الأمد”. وأضاف بثقة المُطمئِن إلى اختياره: “عندما طلبت من اللجنة التنفيذية ترشيح خمسة نواب، تدفقت الأسماء كالفيضان، لكن بصيرتي قادتني إلى لقجع… إنه الرجل الذي يجمع الإفريقيين تحت مظلة الكفاءة”.

الملك محمد السادس… مهندس “المعجزة الرياضية”

لم يغفل رئيس “الكاف” عن الإشادة بالدور المحوري لجلالة الملك محمد السادس في صناعة النهضة الكروية المغربية، مشيراً إلى أن “التعاون الوثيق بين القيادة السياسية والشعب هو السرُّ وراء تحويل الأحلام إلى ملاعب ملموسة”. وتابع: “هنا في المغرب، نرى كيف تُصاغ الإرادة الملكية مع عرق الشعب لخلق إرثٍ رياضيٍ يُحاكي العُلا”.

“إفريقيا الجديدة” تخطو من الرباط

في إشارةٍ لافتة، وصف موتسيبي مشاركة المنتخبات الإفريقية في كأس العالم للناشئين بـ”البوابة الذهبية لعصرٍ جديد”، مؤكداً أن القارة بدأت تُعيد كتابة تاريخها الكروي بخطى ثابتة. أما عن استضافة المغرب لبطولة أمم إفريقيا 2025، فعَبَّر عن ثقته بأنها ستكون “احتفاليةً أسطورية تُوحِّد 54 دولةً تحت شعار الكرة الإفريقية”.

مع غروب شمس الرباط، التي احتضنت بكل كرمٍ زعيم الكرة الإفريقية، يبقى سؤالٌ يتردد في أروقة القارة: هل نحن أمام بداية عهدٍ تُعيد فيه إفريقيا هيكلة سُلَّم أولوياتها، لتصنع من الرياضة لغةً للسلام، ومن الملاعب منصاتٍ للفخر الجماعي؟ يبدو أن موتسيبي يحمل الإجابة في قلبه: “اليوم يومٌ تاريخي… وغداً سيكون أكثر إشراقاً”.